-->
U3F1ZWV6ZTE2MTQyODAxMTk2X0FjdGl2YXRpb24xODI4NzU2Njc1MDA=
recent
أخبار ساخنة

الحاسة السادسة و الحاسة السابعة لدينا اكثر من خمس حواس

تم الكذب عليك طوال حياتك من أبويك ومن المجتمع والمدرسة وجميع المؤسسات وأنك في الحقيقة لا تملك 5 حواس فقط، وفكرة أنك تملك خمس حواس هي نموذج إختزالي تبسيطي جدًا بدرجة مخلة. ما يمكنك من فعل الإنجاز (الكتابة بتلقائية على الكيبورد على الرغم من عدم حفظك لأماكن المفاتيح بدقة) هي نفس الحاسة التي بفضلها، إذا أغمضت عينيك الآن وحاولت أن تلمس أنفك بأصابعك ستتمكن من فعل ذلك بكل نجاح وسهولة،


الحاسة السادسة 

 على الرغم من أنك لا ترى ولا تسمع ولا تشم ولا تتذوق ذراعك أثناء هذه الفعلة، وهي أيضــًا سبب أنك لا تتعثر (تتكعبل في نفسك) طول الوقت على الرغم من أنك لا تنظر على أقدامك، وسبب أن الأطفال والمراهقين يتعثروا ويفقدوا توازنهم أكثر كثيرًا من البالغين والأطفال أحيانــًا يتصرفوا كبالغين تحت تأثير الخمر (في فكرة أنهم يترنحوا ويفقدوا توازنهم) والكثير غيرهم، وهذه الحاسة تسمى proprioception أو ("الوعي بالذات" من proprius أي الذات + perCEPTION وعي أو دراية) وتعرف في العربية بأسم "إستقبال الحس العميق" (وهو أسم مؤسف وغامض نوعًا ما ولكنه يأتي من فكرة أن الproprioception هو عكس الexteroception أو الحواس التقليدية التي تدرك بها العالم الخارجي) وهذه الحاسة (الproprioception) تقوم بها مجموعة من الأعصاب المتخصصة المتواجد في العضلات والمفاصل تسمى proprioceptors وهي التي تخبر دماغك بوضعية جسمك ومكانه وتجعلك على دراية أوتوماتيكية حدسية بإحداثيات أطرافك (ذراعاتك وأرجلك) في الفضاء المكاني. في حالة الكيبورد فإن مع تكرار الكتابة والممارسة، دماغك تصنع خريطة ب***التحركات*** والمواضع النسبية لحركة الذراع والأصابع والأبعاد بينها وبهذا تصبح قادرًا، مع التكرار، على إنجاز الكتابة التلقائية بدون ما يكون بالضرورة في ذهنك خريطة مرئية للكيبورد والتي بدورها عملية مختلفة تمامًا وتحتاج لتفعيل شبكة مختلفة من الخلايا العصبية في الدماغ عن طريق النظر المتكرر على الكيبورد لفترات مطولة. 
.
أيضـًا من الحواس التي تملكها هي "إدراك الحرارة" thermoception وتقوم بها أنواع من الخلايا تسمى "مستقبلات الحرارة" وهم نوعين warm receptors وcold receptors وهي موزعة بشكل غير متساوي في أنحاء الجسم، الcold receptors تمكنك من إستشعر درجات البرودة تتراوح ما بين 20 - 30 درجة مئوية، بينما الwarm receptors تمكنك من إستشعار درجات الحرارة ما بين 30 - 40 مئوية، أي درجات حرارة أعلى أو أقل من ذلك بكثير يدركها الجسم كشعور بالألم والذي هو بدوره حاسة مستقلة بذاتها وتختلف عن اللمس وتقوم به خلايا ومستقبلات مختلفة متخصصة في الألم تسمى nociceptors أو "مستقبلات الأذية،" وهو أيضــًا سبب أن تستطيع إدراك التدريج ما بين 20 - 40 درجة مئوية بشكل سليم وصحي، بينما درجة حرارة 0 لن تختلف كثيرًا عن سالب 20 وكلاهما سيستوعبهم أو يفسرهم الجسم على أنهم ألم. وأيضــًا الجوع حاسة وتوجد الكثير من الحواس غيرهم. 
.
وبالنسبة للسؤال الذي لم تستطع إزالته من ذهنك "لماذا الأطفال والمراهقين قدرتهم على الإتزان والإدراك الذاتي أقل من البالغين" فهذا لأن جسمهم في عملية نمو مستمر وبالتالي الدماغ تحتاج بعض الوقت للتكيف والتأقلم مع الشكل المتغير للجسم وبالتالي تكون قدراتهم على الproprioception بعض الشيء منقوصة أو معيوبة، بينما الكبار حجم أجسامهم مستقر والدماغ معتادة عليه بشكل إنسيابي وتلقائي وثابت. والكحول بالمناسبة يسبب تلف مؤقت في هذه الحاسة ولذلك في بعض الدول كإختبار للسُكـْــر يطلب منك الضباط أن تلمس أنفك بيديك وانت معصوب العينين. 
.
وسبب أن أكبر صعوبة تواجهها أثناء ترتيب مفاتيح الكيبورد، للطرافة، تكون في أكثر مفاتيح تستخدمها هو أن المنطق في تسلسل وترتيب ووضع هذه المفاتيح على الكيبورد ليس واضحــًا بشكل فوري وجاهز للدماغ البشري (كالتسلسل في الأرقام على الآلة الحاسبة أو مفاتيح الF1 وF2، إلخ) ولابد من القراءة عن تاريخه لمعرفة تفسيره.

للمبدع Mahmoud M. Mahdali
الاسمبريد إلكترونيرسالة